Saturday, June 08, 2013

عراقي ..

عراقي يقول كنت مسافراً بسيارتي من أمريكا إلى كندا حيث إقامتي ، وعلى الحدود أعطيت جواز سفري الكندي إلى الموظفة ففتحته وقرأت مكان الولادة العراق ،
فقالت: كيف العراق ؟ فقلت بخير .. ونرجو الله أن يبقى بخير .
- منذ متى وأنت تعيش في كندا؟
- أنهيت لتوي السنة العشرين
- متى زرت العراق آخر مرة؟
- منذ ثلاثة أعوام.
فنظرت إلي وهي تبتسم وسألتني: من تحب أكثر العراق أم كندا؟
فقلت لها: الفرق عندي بين ا العراق وكندا كالفرق بين الأم والزوجة .. فالزوجة أختارها .. أرغب بجمالها .. أحبها .. أعشقها .. لكن لا يمكن أن تنسيني أمي ..
الأم لا أختارها ولكني أجد نفسي ملكها .. لا أرتاح الا في أحضانها .. ولا أبكي إلا على صدرها .. وأرجو الله ألا أموت إلا على ترابٍ تحت قدميها .
فأغلقت جواز السفر ونظرت إلي باستغراب وقالت: نسمعُ عن رغد العيش في العراق فلماذا تتركها ؟
قلت: تقصدين أمي؟
فأبتسمت وقالت: لتكن أمك ..
فقلت: قد لا تملك أمي ثمن الدواء ولا أجرة الطبيب ، لكن حنان أحضانها وهي تضمني ولهفة قلبها حين أكون بين يديها تشفيني.
قالت: صف لي العراق
فقلت: هي ليست بالشقراء الجميلة ، لكنك ترتاحين إذا رأيت وجهها .. ليست بذات العيون الزرقاء ، لكنك تشعرين بالطمأنينة إذا نظرت إليها .. ثيابها بسيطة ، لكنها تحمل في ثناياها الطيبة والرحمة .. لا تتزين بالذهب والفضة ، لكن في عنقها الاقصى ..
أعادت إلي جواز السفر وقالت: أرى ا العراق على التلفاز وأرى ما وصفت لي ..!!
فقلت لها: أنتي رأيتي ا العراق التي على الخريطة ، أما أنا فأتحدث عن العراق التي تقع في أحشاء قلبي ..
قالت : أرجو أن يكون وفاؤك لكندا مثل وفائك العراق .. أقصد وفاؤك لزوجتك مثل وفائك لوالدتك.
فقلت لها: بيني وبين كندا وفاءٌ وعهد ، ولست بالذي لا يفي عهده ، وحبذا لو علمتِ أن هذا الوفاء هو ما علمتني إياه أمي.
المهم الكندية أعجبت في هذا الشخص وصدقته وتركت شغل الجوازات .. وتزوجته
وعاشت في العراق
والان تبيع كرفس وفجل
في سوق مريدي.
و دعت على أمه وأم اللي جابته
جهاراً نهاراً ولعنت ام الحب والأعجاب
.. *☹*

No comments: