Saturday, June 20, 2009

مشاريع التصاميم.. تعامل إنساني مع الفراغ

وهو بشكل عام عملية تشكيل الفراغ الداخلي من خلال التعامل مع الفراغات، من هذا المنطلق ومن إبداعات مجموعة من طلاب جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا عرض في إحدى ردهات فستيفال سنتر أعمال 40 طالباً يدرسون التصميم الداخلي، ليبرهنوا للآخرين قدرتهم على الإبداع، وليثبتوا أن التصميم الداخلي يتعدى عملية ترتيب المكان ليصل إلى حدود التوغل في النفس بغية إرضائها ومنحها ما تبحث عنه من هدوء وراحة، هكذا بانت مشاريع هؤلاء الطلبة والتي بلغ عددها 29 مشروعاً جمعت أفكاراً كثيرة صممت بلمسات جمالية وفنية رائعة.
«البيان» مضت إلى المكان، وحاورت عدداً من طلبة هذا التخصص، الذين أطلعونا على أفكار مشاريعهم وأبعادها النفسية والفكرية، والبداية كانت مع الطالب محمد نذير الذي بدأ حديثه معنا بشرح لفكرة مشروعه «التفكير المفتوح». حيث قال: « يعتمد مشروعي على كسر الحواجز الموجودة في حياتنا، ولذلك حاولت أن أبين عملية التغيير في التفكير وما تتأثر به من عقبات التي رمزت لها بالدخان، أما اللونين الأبيض والأسود فهي تعبير عن طرق التفكير المختلفة، في حين أن الأشكال المنحنية تعبر عن تحايل الإنسان على كل شيء بغية تحقيق الراحة، وأرى في هذا التخصص فناً يعبر عن المشاعر الداخلية».
أما الطالبة مروة خالد، صاحبة مشروع «نحن مختلفون» فتقول: «دخولي هذا المجال بسبب حبي لكتابة الخواطر والشعر، وعشقي للماضي والاندماج معه، وشعرت ان هذا التخصص يمكنني من استحضار الماضي ودمجه مع الحاضر الذي أصبح شبه منسي، نتيجة تسارع الحياة ولاعتماد على التكنولوجيا، وأنا هنا شخصية تميل إلى تصميم المحال التجارية بشكل يربط بين الماضي والحاضر، وكيف أن الإنسان القديم كيف حياته بالواقع الذي كان يعيشه رغم افتقاره للتطور التكنولوجي، ولكن الحياة بتلك المرحلة أجبرته على اكتشاف أشياء جديدة ساعدته على مواصلة حياته، بل وحافظت على صورته الأصلية.
في المقابل فضلت الطالبة هدى سعد وزميلتها رنا يحيى، أن يكون مشروعهما صديقاً للبيئة، ومن خلاله وجهتا رسالة إلى الجميع بأنه يمكن إعادة استخدام مخلفات البناء في ديكورات داخليه رائعة، وحول فكرة المشروع تقول هدى سعد: «المشروع يعتمد على ثلاث بكرات خشبية كبيرة تستخدم للكوابل الكهربائية، حيث قمنا بتنظيفها وصبغها بطريقة جميلة لتحافظ على شكلها العام، وقمنا بتحويل واحدة إلى كرسي وأضفنا عليها بعض قطع الموزاييك لإكسابها شكلاً جميلاً، والثانية قمنا بتحويلها إلى طاولة وإكسابها شكلاً ملفتاً للنظر أضفنا إليها الإضاءة الداخلية، أما الثالثة جعلنا منها مكاناً لزراعة الورود ونباتات الزينة.
وهذه هي تجربة من ضمن عدة تجارب، ونحصل على موادنا من مواقع الإنشاء، وهي تنتج كميات كبيرة من المخلفات التي يمكن إعادة استخدامها مرة أخرى بدلاً من رميها، وببعض التعديلات يمكن ان نحصل على إشكال جميلة تصلح لأن تكون في الحديقة أو حتى داخل البيوت، وقد لمسنا من خلال المعرض ان فكرة إعادة استخدام البكرات قد حاز على إعجاب الجميع».
الطالبة وفاء مروان لها طابع آخر يختلف عن بقية الناس، فهي واقعة تحت تأثير سحر ألوان الطاووس، ونبعت فكرة مشروعها من ألوان ريش الطاووس المختلفة، وحول هذا المشروع الذي سمته «الطاووس الفني» تقول: «أخذت فكرة المشروع من ريش الطاووس، واستعضت عنها بليف الشجر، مع إضافة بعض الألوان والأشكال عليها وذلك حتى يشعر كل من يراه بأنه يعيش في الطبيعة، ويمكن استخدامه كعلاج للجدران أو فاصل بين الغرف، أو حتى للزوايا، وأعتقد ان روعة التصميم ودقته وغرابته عامل مهم في جذب الزبائن، كما أن التصميم الداخلي لا يعد عملية ترتيب للمكان بقدر ما هو أبعد من ذلك ويحتاج إلى فهم وتواصل مع المكان بحد ذاته حتى يستطيع المصمم ان يخلق بيئة مريحة للجميع».
فكرة مشروع منى عبداللطيف محجوب عن علم النفس، فقد حاولت ان تتوغل في النفس البشرية من خلال مشروعها الذي بدأ كقفص حديدي، تتوسطه نافورة ماء، وتحيط به بعض الشموع وأحجار الكريستال، وعن فكرة المشروع تقول منى: «أشبه القفص بالنفس البشرية التي تختزن بداخلها العديد من المشاعر والتي لا يمكن ان تخرج خارج إطار هذا القفص، لأن خروجها سيؤدي إلى جرح إنسان آخر، وهذه الأحاسيس تتمثل في الحسد والغضب وغيرها.
ولكن برغم ذلك لا تخلو النفس من المشاعر الجميلة وهي التي أشبهها بأحجار الكريستال، وقد تعمدت وضع حجر كريستالي كبير في منتصف القفص تجسيداً للأحاسيس الجيدة التي عادة ما تطغى على السيئة، وأن كل إنسان لا بد ان توجد فيه هذه المشاعر، وشخصياً انضمت لهذا التخصص هرباً من الملل الناجم عن روتين العمل، وأحاول أن أعمل في تصميم الفلل والبيوت لأن إمكانية الإبداع في هذه الأمكنة تكون أكبر وأكثر فضاءً.
وتقول أستاذة التصميم الداخلي والمشرفة على المعرض زهراء السعدون: «يعتبر هذا المعرض السابع لطلبة التصميم الداخلي، وهذه هي المرة الثالثة التي يقام فيها بفستيفال سنتر، وهو نتاج لأعمال طلبة مادة «انتيرنال لاند سكيب»، التي نركز فيها على تنفيذ المشروع عملياً بعد الانتهاء منه نظرياً، وخلال هذا الفصل أقوم مع الطلبة بزيارة بعض أسواق الدولة للتعرف على طبيعة المواد التي يمكن لهم استخدامها في مشاريعهم، أما سبب اختيارنا لهذا المكان، فلأسباب كثيرة ، منها موقعه المميز والقريب من دبي والشارقة وعجمان.
وكذلك طبيعة تصميم المركز الذي يعتمد على المساحات المفتوحة التي تشعر كل من يزورها بالراحة، أما السبب الآخر يكمن في الترحيب الذي وجدناه من قبل إدارة المركز التي وفرت لنا مساحة كبيرة لعرض مشاريع الطلبة فيها، وحقيقة وجدنا ردة فعل جيدة وإعجاباً واضحاً من قبل زوار المعرض.
وهذا أعطى الطلاب دفعة قوية وحافزاً مشجعاً سوف يدفعهم إلى الأمام، ويشعرهم بأنهم نجحوا في إيصال أفكارهم إلى الآخرين، كما ان معظم الطلبة قد تمكنوا من بيع مشاريعهم، وبعضهم حصل على فرص للتوظيف في شركات تهتم بالتصميم الداخلي، وأوجه الشكر إلى إدارة فستيفال سنتر والى شركة لاند سكيب التي قدمت جوائز قيمة للمشاريع التي حازت على أعلى الأصوات.



بقلم غسان خروب لجريدة البيان .. المصدر

No comments: